العربية: يقول المؤلف : بعد كتابي الأول ( الكامل في السُّنن ) ، أول كتاب علي الإطلاق يجمع السنة النبوية كلها ، بكل من رواها من الصحابة ، بكل ألفاظها ومتونها المختلفة ، من أصح الصحيح إلي أضعف الضعيف ، مع الحكم علي جميع الأحاديث ، وفيه ( 60.000 ) أي 60 ألف حديث ، آثرت أن أجمع الأحاديث الواردة في بعض الأمور في كتب منفردة ، تسهيلا للوصول إليها وجمعها وقراءتها .

روي البخاري في صحيحه ( 1 / 39 ) عن ابن مسعود قال أتى النبي الغائط فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار .

وروي الطبراني في المعجم الكبير ( 6623 ) عن السائب أن النبي قال إذا دخل أحدكم الخلاء فليتمسح بثلاثة أحجار . ( صحيح لغيره )

كثيرا ما تسمع بعض الناس اليوم ينكرون علي من لا يستعمل الماء في الاستنجاء ، ولا يكتفون بذلك بل ويزيدون بوصفهم بأوصاف سوء من قلة الطهارة والوسخ والنتن وغير ذلك من أوصاف ،

فآثرت أن أجمع الأحاديث التي وردت في هذه المسألة مثل :

_ أحاديث أن النبي أمر بالاستنجاء بثلاثة أحجار ، وأن النبي كان يفعل ذلك

_ أحاديث أن الأمر باستعمال الماء نزل بعد الهجرة إلي المدينة ، والهجرة كانت بعد عشر سنين في أقل الأقوال ، أي أن استعمال النبي وأصحابه للاستنجاء بالأحجار دام أكثر من 10 سنين .

_ وفي الكتاب ( 40 ) حديث تقريبا .

_ لذا فيصير السؤال متوجها إلي منكري ذلك فيقال لهم هل كان النبي ليس بنظيف حين لم يكن يستعمل الماء في الاستنجاء ؟ وليس يوما ولا يومين ولا شهرا ولا شهرين بل أكثر من 10 سنين .

_ فإن قال قائل لم يكن الماء متوفرا ، فحينها يقال أن هذا مخالف لما هو مشهور ثابت في كل الأحاديث بل والروايات التاريخية ، بل وحينها يقال كيف إذن كانوا يتوضئون للصلاة بضع مرات في اليوم الواحد ؟ وكيف كانوا يغتسلون من الجنابة وما شابه ؟ بل وفي بعض الأحاديث أن الماء كان يوضع للنبي ليتوضأ بعد أن يتمسح بالأحجار ، وكل ذلك يبين أن الأمر لا علاقة له بتوفر الماء .

كذلك عدم توفر الماء لا يمنع من الأمر به ، كما أمر بالزكاة والصدقة لكن من لا مال له فلا شئ عليه ، وكذلك أمر بالقيام في الصلاة لكن من لا يستطيع القيام سقط عنه وصلي قاعدا ، وكذلك في كل أمر ، فالأمر بالشئ مسألة وفعل هذا الأمر مسألة أخري ، والأمر باستعمال الماء في الاستنجاء نزل بعد الهجرة إلي المدينة ، أي بعد 10 سنين علي الأقل .

_ كذلك قائل ذلك ينبغي النظر في رجاحة عقله ، إذ قائل ذلك لا يستعمل عقله حتي في مسألة مسح الغائط وكيفية التصرف في ذلك حتي يأتيه النص بذلك ، فلما رأي أن النص أمره باستعمال الماء أخذ ينكر ويشنّع ويعيب من لا يستعمل الماء ،

ثم فجأة يصير عدم استعمال الماء شيئا حسنا مقبولا لا بأس به بعد أن يعرف أحاديث الاستنجاء بالأحجار وأن النبي فعلها وأمر بها ، وهذه أحجار وإزالتها للغائط معلومٌ كيف تكون وأن المنديل المعروف اليوم أبلغ من الأحجار بكثير . 

__ من أقوال الفقهاء في المسألة :

_ جاء في موسوعة الفقه الكويتية ( 3 / 113 ) ( كما يصح الاستنجاء بالماء يصح بالأحجار ، وهذا مما لا خلاف فيه بين العلماء )

_ وجاء فيها ( 4 / 118 ) ( يستحب باتفاق المذاهب الأربعة الاستنجاء بالماء )